عندما يبدأ السبات الشتوي للنباتات، تستيقظ زهور الملوك البنفسجية. تشق التربة الباردة وتنمو من بصيلتها زهرة أرجوانية ساحرة وتتفتح لمدة أربعين يومًا فقط.
يكون المزارعون على موعد مع زهور الزعفران قبل الفجر للقطف، لمدة أربعين يومًا ما بين شهرَي أكتوبر ونوفمبر من كل عام.
في منطقة خراسان في إيران، على الحدود مع أفغانستان، تمتد مزارع الزعفران الساحرة. والتي تنتج ٩٠٪ من محصول الزعفران في العالم، فيما تتوزع نسبة 10٪ المتبقية من باقي الإنتاج العالمي بين الدول الأخرى، مثل المغرب وإسبانيا واليونان وأفغانستان والهند. لذلك يتأثر سعر الزعفران بشكل كبير بالظروف المناخية و الاقتصادية في خراسان بالذات، لأنها تنتج معظم محصول الزعفران العالمي.
في هذا المقال نلخص أسباب ارتفاع سعر الزعفران عالميا في موسم الحصاد لهدا العام 2021.
الظروف الجوية سبب في ارتفاع سعر الزعفران
زهرة الزعفران حساسة جدا للظروف المناخية، إذ إن الجفاف الطويل أو نزول الأمطار أو الثلوج في فترة الحصاد، يؤثر بشكل كبير ومباشر على المحصول، وبالتالي تنخفض نسبة الإنتاجية.
ويجدر بالذكر هنا أن التقلبات الجوية التي شهدتها البلاد في موسم الحصاد لهذا العام (2021)، قد أثّرت بشكل كبير على المحصول، مما أدى إلى انخفاض نسبة الإنتاجية لهذا العام ٥٠٪ أقل من الأعوام السابقة، وفقًا لإحصائيات المزارعين الأخيرة.
كلفة الانتاج الزراعية ساهمت في رفع سعر الزعفران
كما يجدر بالذكر أن سعر الزعفران يتأثر بشكل كبير في تكلفة الإنتاج الزراعية. حيث تتطلب زهرةُ الملوك اعتناءً خاصًّا وعنايةً فائقةً تليق بها. إذ أن موسم القطف يمتد لمدة أربعين يوما فقط في السنة، حيث تتفتح من كل بصيلة زُرعت زهرة واحدة يوميًّا.
إن نموّ زهرة الزعفران بشكل يومي للبصيلة الواحدة، في الظروف الجوية المستقرة، يزيد من إنتاجية الزعفران. ويحافظ على جودته العالية بخيوط حمراء تامة. وذلك ضمن النمو الطبيعي للبصيلة، طوال فترة الحصاد. وهذا يسهم كذلك في ارتفاع سعر الزعفران.
زيادة الطلب العالمي على الزعفران ساهم أيضا في ارتفاع سعره
وهذا بالرغم من أن السوق العالمي تعافى من آثار فيروس كورونا، والإغلاق الذي استمر لمدة عامين. ومع فتح الحدود، وعودة التجارة العالمية لنشاطها السابق، وزيادة الطلب العالمي على سوق الزعفران، والذي ترافق مع انخفاض الإنتاجية، كما ذكرنا آنفًا فإن سعر الزعفران قد ارتفع بشكل كبير.
عدم استقرار العملة الإيرانية أثر بشكل كبير على عدم استقرار سعر الزعفران
وبما أن الموطن الأصلي للزعفران هو منطقة خراسان في إيران، وهي المسؤولة عن 90٪ من صادرات الزعفران في العالم. فإن تغير العملة الإيرانية، وعدم ثبات سعرها في سوق التداول العالمي، يؤثر بشكل كبير على تذبذب سعر الزعفران، وتغيره تماشيًا مع القيمة السوقية العالمية للعملة الإيرانية.
كل هذه العوامل مجتمعة، أدت إلى زيادة سعر الزعفران عالميا، وبالتالي يتماشى السوق في دبي والعالم مع هذه التغيرات. خاصة في موسم الحصاد، الذي يصادف هذا الوقت من السنة.